شدّد مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول، على أنّ "مَن قطعوا الطريق عرّضوا الأمن القومي للخطر ولم يحترموا السلامة العامة وخرجوا عن النظام العام. كما أنّ قلّة الأدب والشتائم الّتي رأيناها في الحراك، تخرف الأداب العامة". وعن ما يُقال إنّ هناك مماطلة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون في الدعوة إلى الاستشارات النيابية، أوضح أنّها "ليست ممطالة بل تروّ ودراسة. من سيأتي على رأس الحكومة، يجب أن يأتي للعمل لا للعرقلة، ولا يسمع إلى هذا أو ذاك، أو إلى تلك الدولة أو تلك".
وأكّد في حديث تلفزيوني، أنّه "لا يمكن تكليف شخص لتشكيل الحكومة ويبقى سنة لإنجاز هذه المهمّة. يجب الاتفاق معه على الوزراء من قبل، كي يُكلَّف وتُقرّ الحكومة مباشرة، لنبدأ بالإصلاحات المطلوبة"، مبيّنًا أنّه "إذا كنانت ستُشكّل حكومة تكنوقراط، فعندها لا سياسي سيدخل إليها، بل الأحزاب السياسيّة ستُمثَّل، ولا يمكن لسياسي أن يترأسها".
وعن الاجتماع الأخير بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ركّز رفول على أنّ "كلًّا منهما طرح وجهة نظره، ولا معلومة إذا كان الحريري قد تقبّلها"، مشدّدًا على أنّه "لا يوجد غرف سوداء في قصر بعبدا، بل رئيس يقوم باللازم كي لا تتعَرقل الحكومة مجدّدًا". وذكر أنّ "الحراك المدني في اليومين الأولَين، أعطى دفعًا كبيرًا لخرق المستنقع الّذي ندور فيه، ولنبدأ بالإصلاحات المطلوبة. والمنطق أن يكون قسم من حكومة التكنوقراط للأحزاب السياسية والقسم الآخر للحراك".
ورأى أنّ "رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط وبعض الفرقاء الصغار معهم، يأخذون الحراك إلى مكان آخر ويستغلّونه، بهدف القيام بانقلاب"، مشيرًا إلى أنّ "الحراك كان يطالب بدايةً بالبدء بالإصلاحات ووقف الضرائب، بعدها بدأ يتكّلم عن الفاسدين ويشتم "الأوادم"، من ثمّ أراد إسقاط الحكومة وأخيرًا إسقاط العهد".
وأعلن أنّ "إسقاط العهد أي الدولة، يعني الفوضى. النظام والحكم لا يسقطان في الشارع، ومن أولويّات الحكم أن يتجاوب مع الشارع"، لافتًا إلى أنّ " الرئيس عون قد دعاهم مرتين للحوار، لكنّهم لم يتجاوبوا معه"، مشدّدًا على أنّ "هناك أشخاصًا هدفهم ليس الإصلاح ولا بناء الدولة، بل يعملون لمصالح خارجية".
كما أعرب رفول عن اعتقاده أنّ "مشهد قطع الطرقات انتهى. هناك مجموعات إرهابيّة دخلت إلى الحراك في مناطق عدّة، والجيش رأى أنّ الأمور تجاوزت الإطار الداخلي، وأنّه يجب حماية الناس من الخطر"، جازمًا أنّ "القوات المسلحة ستكون حامية للساحات، ويجب أن تنظّف الساحات من غير اللبنايين ومن اللبنانيين أصحاب الفتن".
وأوضح أنّه "كان مطلوبًا في حادثة قبرشمون أن يُقتل باسيل. هناك أشخاص كُلّفوا للقيام بالمهمّة وأشخاص كلَّفوهم. من كُلِّفوا أصبحوا في السجن، وليقم القضاء بتوقيف من كلَّفوهم". وركّز على "انّنا في مرحلة مصيريّة، وما حصل ليس صدفة. المسؤولون عن هذه اللعبة يجب أن يُجلَبوا إلى القضاء ويظهروا أمام كلّ اللبنانيين". ونوّه إلى أنّه "إذا أرادوا من المظاهرات القيام بالإصلاح، فنحن معهم، لكن إذا أرادوا إسقاط البلد، فالحراك لا يكون لإسقاط البلد بل للتغيير في داخل الحكم".
إلى ذلك، بيّن أنّهم "عندما رأوا عدد الناس في التظاهرة الداعمة للرئيس عون يوم الأحد، علّوا السقف لتحسين الشروط، لكن لا تحسين شروط فهم مكشوفون، ولا يعملون لمصلحة البلد، بل هم متعهدين للقيام بمشاريع خارجيّة ضدّ مصلحة لبنان"، مشيرًا إلى "أنّنا نعتبر أنّ الحراك المدني كان معنا الـحد، حتّى لو يكن متواجدًا فعليًّا".
وأفاد رفول بأنّ "شعرا "القبضة" المُستخدّم لم يوضع في بلد إلّا وخرّبه. القبضة اللبنانية هي الجيش والشعب والمقاومة، وهذه القبضة الّتي تحمي لبنان، ونحن ذاهبون إلى مستقبل زاهر عندما نكون متّحدين".